فلسطين في العصور الوسطى
* بدأ الفتح الاسلامي لفلسطين منذ عام 632 واستمر حتى تم فتح القدس عام 636. ولم يحدث الفتح الاسلامي تغييرات ديموغرافية, او استعمارية,في البلاد , لقلة عدد الفاتحين, ولانسجام الشعبين تاريخا, ولغة, وعادات, وتقاليدا.
* كما انحصر اهتمام الفاتحين, بنشر الدين الجديد, وكان سكان فلسطين جميعهم تقريبا مسيحيين اعتنق العديد منهم الدين الجديد, وبقي الاخرين على دينهم حتى اليوم .
* استمر الحكم الاسلامي لفلسطين نحو الف وثلاثمائة عام تقريبا بشكل متصل.
بداية من عام 638 م في صدر الاسلام وحتى اواسط القرن الثامن ,الذي شهد زوال دولة بني امية, وقيام الحكم العباسي . امتدت هذه الفترة حتى عام 970 م.
امتد حكم العباسيين حتى عام 1258 حين اجتاحت, جحافل المغول العالم العربي ,وسقطت بغداد عام 1258 م ,وتصدى المماليك, بقيادة بيبرس وحلفائه لجيوش هولاكو وانتصروا عليهم في عين جالوت عام 1260 .
* كانت فلسطين قد اخذت تتعرض لحرب الفرنجة, التي دعا اليها اوريان الثاني منذ 1095 حين احتلت بيت المقدس عام 1099 وتتالت الحملات على بلاد الشام ومصر وتونس. حتى حرر صلاح الدين الايوبي القدس عام 1187 .ثم اتم بيبرس وحلفاؤه مابدأه صلاح الدين, حين تمكن من هزيمة الفرنجة عام 1291 .
* استمر الحكم المملوكي الاسلامي , على مصر وفلسطين اكثر من قرنين ونصف القرن .
* ثم اخذ نجم بنو عثمان في الصعود منذ القرن الرابع عشر وتوسعت دولتهم بالتدريج على حساب الدولة البيزنطية ,حتى توجت فتوحاتهم عام 1353 بفتح القسطنطينية, وتم استبدال اسمها" باسلام بول" او "استنبول" لتصبح عاصمة الامبراطورية العثمانية.
* خضعت فلسطين للحكم العثماني الاسلامي , عام 1516 وحتى عام 1918 اى نحو 400 عام وبرغم هذه الفترة الطويلة ظلت فلسطين محتفظة بطابعها العربي , فقد انحصر الحكم العثماني في بسط السيطرة ,وفرض الضرائب , واستنزاف الموارد, ولكنه لم يحدث خللا ديموغرافيا او جغرافيا للبلاد .
* وبرغم الاحتلال العثماني الطويل , ظلت فلسطين, عربية الهوى والهوية .
* نالت القدس اهتماما كبيرا على يد سليمان القانوني العثماني ( 1520-1566) فقد اعاد بناء اسوار المدينة التي بلغ طولها ميلين والتي لاتزال قائمة حتى اليوم ,وانتهى العمل به عام 1541.
* كما اصلح قنوات القدس, وشق الجديد منها, وبنى البحيرات, والنافورات كما رمم الحرم, واوقافه, و مسجد قبة الصخرة , وبعض المدارس .
* وقد سمح لليهود بالدخول للقدس والتعبد فيها وعوملوا كمواطنين عثمانيين , وتقلدوا مناصب حكومية .
كان عدد اليهود في القدس عام 1567 ( 115) يهوديا .( الدباغ بلادنا فلسطين ج1 ق 1).
* حتى العهد المملوكي لم يبد اليهود اي اهتمام بالحائط الغربي للحرم ( حائط البراق ) فقد ظل اليهود يصلون على جبل الزيتون, وعند بوابات الحرم,.
* وعندما منعهم الفرنجة من دخول القدس, أيام الغزو الصليبي , اخذوا يصلون عند الحائط الشرقي للحرم , وربما بسبب هجمات البدو, زمن الحكم المملوكي, في اوائل القرن السادس عشر ميلادي ,بعيد دخول العثمانيين المدينة , غيروا وجهتهم نحو الحائط الغربي . ( كارين ارمسترونج)وايضا (وليد الخالدي , الصهيونية في مائة عام).
* وقد كان هذا المكان في عهد هيرودس الادومي( الذي استمر حكمه من 37 قبل الميلاد الى 4 بعد الميلاد )جزء من مركز تجاري ولم تكن له اي اهمية دينية .
* عاش اليهود ازهى عصورهم الذهبية في ظل الاسلام اينما وجدوا في فلسطين, وفي الاندلس ,وفي الدولة العثمانيةوولاياتها, وفي كل البلاد العربية,.
* لاريب ان وجود اليهود في اوربا,سبق هدم معبدهم عام 70 ميلادي ,بنحو سبعة قرون ,وانحصر دورهم في اعمال التجارة و المال والوساطة , وكانوا غرباء في هذه المجتمعات ومختلفين في كل شيء.
* بعد الحروب الصليبية,انحصردورهم باعمال المال حتى اصبح من القرن الثاني عشر الميلادي ومابعده مرادفا في المجتمع الاوربي "للربا الفاحش".الذي ذاق منه الاوربيون الامرين .
*وحين فقدوا دورهم الاقتصادي, تعرضوا للطرد, من انجلترا عام 1290 ولم يسمح لهم بدخولها ,الا بعد اربعة قرون . ومن فرنسا عام 1306 ثم ثانية في 1394,ومن البرتغال ومن اسبانيا عام1492,( وهو عام سقوط الحكم العربي الاموي لاسبانيا الذي امتد منذ عام 711 م وحتى العام المذكور اي نحو ثمانمائة سنة ) وقد دام هذا الطرد خمسة قرون , ثم طردوا ايضا في مناسبات عديدة, من دول المانيا المختلفة .
وهكذا نلاحظ كيف ان اليهود لم يكن لهم وجود يذكر, في فلسطين , طوال ثمانية قرون , و عوملت الاقليات اليهودية, أحسن معاملة في فلسطين, وكل الدول العربية, تحت الحكم الاسلامي المتسامح ,وفي ظل الحكم العثماني, حيث تم اعتبارهم مواطنين, لهم كامل حقوق المواطنة . وايضا في الاندلس ايام حكم العرب , في نفس الوقت الذي طردوافيه وشردوا من كل دول اوربا.